الاثنين، 28 أغسطس 2017

يوماً ما

تتعدد الصداقات في فترة من الزمان وتصبح كثيرة بمرور الوقت لدرجة انك لم تعد تستطيع مقابلة الجميع وستصبح ترتيب أولويات الصداقة من الأقرب لحياتك اليوميه حتى الأبعد وهم أصدقاء فترة المراهقة، عقلك المسكين يخيل لك أن الصداقات القديمة قد تبقى بكل جميل وجنون وطيش الشباب بكل ما مررتم به، ولكن لن تفهم أنهم سيحدث لهم مثلما حدث لك وستصبح أنت في آخر أولوياتهم مثلما فعلت أنت معهم.

قد تكون قد أحببت شخص وارتبط معه في علاقة وكانت هذه العلاقة أحد أسباب تمسكك بالعديد من الأصدقاء المشتركين في حياتكم ولكن، هل هم أصدقائك فعلاً أم أنهم مجرد أشخاص قد تعرفت عليهم مؤخراً.

إحذر .. فمع أول نسمات الرياح التي تدمر علاقتك بمن أحببت وكان سبب تقربك من هؤلاء الأشخاص الذي اعتقد أنهم أصدقائك بكل سذاجه، سوف يظهر مضمون هذه الصداقه بكل وضوح، فستجد منهم من إنحاز لصاحب العلاقة وهو لا يكترث لشكواك بل يستغل وقت ضعفك لتبوح له من الأسرار (إحذره)، ومنهم من يقف في منطقة الحياد لا هو معك أو عليك ليحقق أكبر المكاسب وهو يعيش بمبدأ معرفة الناس كنوز وخصوصاً إن كنت من العطائين بدون مقابل، وآخرهم من عرف مكنون حقيقتك ووقف يدافع عنك بدون أن تفعل له شيء أو تساعده أبداً وهو خير الناس وإن كان صديقاً لمن خذلوك.

يوماً ما:  ستدور الأيام وتجد من خذلك أول الناس التي تسعى لأن تنال رضاك لأنه سيجد من دائرة الحياة أن لا مفر أن تلتقوا فكن من العافين عند المقدرة، وذلك الذي على الحياد لن يتوقف عن طلب مساعدتك طالما كنت تستطيع أن تقدم يد العون له، وذلك الآخير لا تخسره فمن رد غيبتك أحق أن تبقيه قريباً.

 ولكن،أصدقاء الماضي أياك ثم اياك أن تبتعد عنهم، فإن كانت هناك علاقه سترغمك عن الابتعاد عنهم فهي ليست بالعلاقة السليمة فمن تحملك أيام طيشك وجنونك وحزنك وفرحك يستحق أن يكون له مكان في حياتك وإن كنت ستسأل عنه بين الحين والآخر.

يوماً ما ستجد  السعادة إن كنت تبحث عنها وأرجوك لا تبحث عنها في أحد يعطيها لك فليس هناك أحد أفضل من نفسك يعطيها لشخصك.

هناك تعليقان (2):

  1. مسكين الإنسان.. يظن أنه ملك الحقيقة.. ولكنه كلما مر به الزمن وتعرض لصدمات وخاض تجارب اكتشف انه لم يتعلم شيء.. فيتوقف عن السير فهذا الطريق أو ذاك واستبدله بطريقا آخر.. ولكل طريق زاده وزواده.. واهم زاد للسير في أي طريق هم رفقاء الطريق.. لذلك فلكل مرحلة من مراحل الحياة رفقائها.. ولكل هناك دائما من يصلحون لكل الطرق.. كالمباديء والقرآن..
    وهناك إشكالية كبيرة يتعرض لها الكثير من البشر.. ألا وهي التمييز بين الزميل والصديق؟!.. فيمكنك أن تزامل شخص ما في القطار أو الأتوبيس لعدة ساعات ولكن بالنهاية لابد أن يصل كل واحد لمحطته فينزل فيها ويترك الآخر ليكمل مشواره للوصول للهدف الذي سافر وتحرك من أجله.. فالزمالة شيء والصداقة شيئا آخر تماما..
    دائما نقول أن الكذب ليس له أرجل يمشي عليها، وهناك العديد من وسائل كشف الكذب، ولكنها أفضلها وأيسرها هي الأيام، نعم الأيام فهي أحسن جهاز لكشف الكذب، لأنها تظهر كل شخص على حقيقته، فيمكن للكاذب أن يكذب يوما أو بعض يوم، شهرا كان أو سنة، ولكنه لن يستطيع أن يعيش حياته كاملة ويموت دون أن تكشفه الأيام!!
    تعليق ورؤية:
    #محمود_سلامة_الهايشة
    كاتب وباحث مصري

    ردحذف
    الردود
    1. معك كل الحق هناك فرق بين الزميل والصديق وأضف عليهم المعارف ولا يصح دمج المعارف تحت مسمى الأصدقاء

      حذف