الأحد، 14 يناير 2018

قد نفذت بطاريتكم

عن أحد الشباب الطيبين جداً، ذو قلب أبيض براق كورده ناصعة البياض تتحرك بأقل نسمات الهواء، ومن كثرة نقاء قلبه كان يشعر بأقل الأخطاء كأنها كبيره جداً ويشعر بجميع من حوله.

كان الإيمان القوى بداخل روح ذاك الشاب هو الطاقة التي تنقى ذلك القلب الأكثر طيبه ولم يكن ذلك الشاب يعبئ لآراء الآخرين فقد كان يراهم مساكين، لم يمتلكوا مثل طاقته المتسامحة، لم يمتلكوا مثل قلبه الممتلئ بالإيمان الخالص التي تجعله يواجه أقوى الصعاب والتحديات بل والفتن.

وفي أحد الأيام الشؤم بدأ ينجرف إلى طريق الخطيئة، وكان لصديق السوء جزاء كبير من انحرافه، بتعرفه على أصدقاء السوء وهم جمع من المعارف قد يقترب البعض منهم لدرجة صديق، ولكنهم في الحقيقة لم يكونوا فقد كانوا قرباء لبعضهم ليتحسسوا أخبار الآخرين ويرى كلٌ منهم من يستطيع استغلاله.

وللأسف، دخل ذلك النقي لهذه القذارة وبدأوا واحداً تلو الآخر في نشر شباك المصلحة ليستفيدوا منه قدر إمكانهم، فمنهم من استغل طاقته .. وآخر أمواله .. وآخر معارفه .. حتى أنه من كثرة طيبته التي عرف بها التي قد تقترب لدرجه الحماقة الخالصة صدقهم فكان يفضل مصلحتهم على مصلحته الشخصية؛ يلا حماقته، وأصبح يستنزف من طاقته الخالصة مما يحدث تشوهات جسيمه بداخله، وأصبح شعوره بالآخرين وخوفه من عدم تلبية طلباتهم تطغى عليه.

بداية النهاية، حتى أنه قد دخل في علاقات أمددت من رحم أصدقاء السوء أصبحت تهوي به إلى أرض السافلين، وأصبحت تقتل في ايمانه وتنهى طاقته بسرعه مخيفه .... حتى خسر جميع السبل وخارت جميع قواه.

النهاية، وأثناء وقت ضعفه تخلى عنه الجميع، نعم تركوه جميعاً، كل من صمد لهم ومن أجلهم مراراً وتكراراً، فقد كان نبع الأمل للعديد ومصدر القوة للآخرين ووجه الخير للعديدين، تركوه وحيداً يواجه عواقب من فعله من أجلهم وحيداً يشمتون ويتشفون بحاله المرير.

هل من حل: كان هناك من يحاول المساعدة ولكن، بسبب نظرتهم السوداوية لهذا العالم فقد كانوا يصفونه بالضعف والجبن والحنين لمن تسببوا في قتل روحه الشريفة واحلالها بكل ظلام العالم، لا يقدمون حلول ولكن كانوا يزيدون الطين طينا.

وقبل موت روحه.... أدرك أنه كان يحيط نفسه بعالم من الأوغاد الأنذال وخسيسي الضمير التي لا يعترفون بالخيانة إلا أنها مجرد خيانة زوجية، لا يدركون الخيانة العاطفية أو خائنة الأعين أو ما تخفي الصدور أو خيانة الكذب وتدمير الأنفس الأرواح، أصبح يشعر بأنه داخل دوامه لا يستطيع الخروج منها، فقد نفذ منه الأمل وخارت طاقته، انهزم من الداخل بلا مستقبل وانتهت قوته وانتهت علاقاته وانتهت جميع أنحاء حياته لم يجد من يعطيه أمل ولو بقول هناك أمل عزيزي لا تحزن.

أما عن شعوره الحالي فكأنه جهاز الكتروني .. فجأة.. توقف عن العمل ... وظهرت تلك الرسالة المزعجة على شاشته

عفواً ... قد نفذت بطاريتكم

هناك تعليق واحد:

  1. مقال نفسي فلسفي يخوص داخل خلجات النفس الإنسانية
    بذل فيه الكاتب الكثير من الجهد الملحوظ في محاولة منه لإيصال فكرته للمتلقي
    التجارب الإنسانية هي مصدر من مصادر تطور الفكر الإنساني، المهم من يقرأ ويستفيد مما يكتب
    خالص تحياتي

    ردحذف